عن الهيئة > السيد الوزير
 وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية
 

هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة أحد أهم وأعرق مؤسسات الدولة في مجال التخطيط والتنمية العمرانية ، فمنذ تأسيس الهيئة في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وهي تؤدي دورًا محوريًا في إعادة رسم الخريطة العمرانية لمصر.

انطلقت الفكرة من رؤية وطنية صادقة بأن التكدس السكاني على شريط ضيق من وادي النيل لم يعد ممكنًا، وأن التوسع العمراني هو السبيل لتحقيق التنمية المتوازنة، وخلق مجتمعات جديدة تستوعب طموحات أجيالنا القادمة.

قرار إنشاء هيئة المجتمعات العمرانية كان أحد أنجح القرارات في تاريخ الإدارة المصرية الحديثة، إذ تحولت الهيئة إلى قاطرة التنمية الحضرية، وذراع الدولة في تنفيذ مشروعات الإسكان والبنية التحتية، وتخطيط المدن الجديدة في كل ربوع الوطن.

ومع انطلاقة الجمهورية الجديدة تحت قيادة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، دخلت الهيئة مرحلة جديدة من العمل الوطني، اتسمت بالسرعة في الإنجاز، والجرأة في التخطيط، والطموح في الرؤية.

فشهدنا خلال السنوات الأخيرة طفرة عمرانية غير مسبوقة في تاريخ مصر، سواء من حيث حجم المشروعات أو مستوى الجودة أو سرعة التنفيذ.

لقد أطلقت الهيئة مدن الجيل الرابع الذكية، التي تمثل نقلة نوعية في الفكر العمراني، وتعكس توجه الدولة نحو العمران الذكي والمستدام، وتطبيق أحدث مفاهيم التكنولوجيا والتحول الرقمي في الإدارة والخدمات والبنية التحتية.

هذه المدن ليست مجرد تجمعات سكنية، بل هي مدن للحياة الإنسانية المتكاملة، تجمع بين السكن والخدمات والتعليم والصحة والثقافة والترفيه، وتوفر بيئة نظيفة آمنة ومستدامة.

كما عملت الهيئة على توسيع قاعدة العدالة الاجتماعية في الإسكان، من خلال برامج مثل الإسكان الاجتماعي، وسكن مصر، ودار مصر، وجنة، لتلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع، وضمان حق كل مواطن في مسكن لائق في بيئة آمنة.

كما استحدثت الهيئة آليات جديدة للتعامل مع المستثمرين والمطورين العقاريين، على أساس الشراكة والتكامل، وليس التنافس، إيمانًا بأن التنمية لا يمكن أن تتحقق إلا بتضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص.

كما أولت الهيئة اهتمامًا خاصًا بملف الاستدامة البيئية، انسجامًا مع رؤية الدولة نحو التحول الأخضر، لتكون مدننا الجديدة نموذجًا للمدن الخضراء في الشرق الأوسط.

وفي هذا الإطار، أطلقت الهيئة مبادرة "العمران الأخضر وجودة الحياة"، التي تهدف إلى دمج مفاهيم البيئة النظيفة والمسطحات الخضراء في تصميم المدن، لتصبح مدننا أكثر صحة وإنسانية.

ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الأخيرة لم يكن صدفة، بل هو ثمرة تخطيط علمي دقيق، ورؤية استراتيجية شاملة، وإرادة سياسية لا تعرف المستحيل.

واليوم، نستطيع أن نقول بكل ثقة إن هيئة المجتمعات العمرانية أصبحت نموذجًا يحتذى به في الإدارة الحديثة والتنمية المتكاملة، سواء في سرعة الإنجاز، أو جودة التنفيذ، أو الشفافية في الأداء.

إن ما نحققه اليوم ليس نهاية الطريق، بل هو بداية مرحلة جديدة من العمل والتطوير، حيث ننتقل من مفهوم “بناء المدن” إلى “إدارة المدن”، عبر التحول إلى الإدارة الذكية التي تعتمد على التكنولوجيا والتحليل الرقمي والخدمات الإلكترونية المتكاملة.

إن ما يميز هيئة المجتمعات العمرانية هو روح العمل الجماعي والانتماء الوطني التي يتحلى بها جميع العاملين فيها، من مهندسين وفنيين وإداريين وعمال، ليصنعوا مجدًا جديدًا للوطن.

هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ستظل — بإذن الله — رمزًا للعطاء والبناء والانضباط، وستواصل أداء دورها الوطني في بناء الجمهورية الجديدة، تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي آمن بأن “البناء هو الطريق إلى المستقبل”، وأن “العمران هو عنوان قوة الدولة واستقرارها”.

حفظ الله مصرنا الغالية،

ووفقنا جميعًا لخدمة هذا الوطن العزيز،

 

عدد زوار الموقع

جميع الحقوق محفوظة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة